ارتفاع تكاليف الشحن العالمي إلى 250% بسبب أزمة باب المندب

تسببت الأزمة الواقعة في مضيق باب المندب الى ارتفاع تكاليف الشحن العالمي إلى 250%, وذلك بعد أن منع الحوثيين اليمنيين مرور أي سفينة اسرائيلية, أو سفينة أي دولة تكون متجهة الى اسرائيل من المرور في المضيق ,الأمر الذي أثار رعب شركات الشحن البحري من المرور في المضيق واضطرت عدة شركات للجوء الى الطرق الملاحية الأطول لتوفير الأمان للسفن والأشخاص والبضائع ,, فما القصة!؟ وهل هناك حلول !؟

ارتفاع تكاليف الشحن العالمي إلى 250% بسبب أزمة باب المندب

أفاد موقع thenationalnews أن ارتفاع تكاليف الشحن العالمي بنسبة تصل إلى 250% سببه الهجمات في البحر الأحمر التي يقوم بها الحوثيين على كل السفن المتجهة لاسرائيل ,وقد سبق للحوثيين أن استولوا على سفينة ملاحية اسرائيلية قبل نحو أكثر من شهر ولم يعرف مصيرها حتى الآن ,وهاجموا عدة سفن كانت تتجه الى ميناء إيلات في اسرائيل واجبروا عشرات غيرها على تحويل مسارهم وعدم دخول البحر الأحمر.

وذكر التقرير ارتفاع أسعار نقل حاوية 40 قدم من الصين إلى أوروبا بنسبة تصل لضعفين ونصف من السعر الاعتيادي, ويقول محللو الصناعة إن هذا الاضطراب المستمر قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم على مستوى العالم.

ارتفاع تكاليف الشحن العالمي إلى 250% يعني أن رسوم نقل حاوية 40 قدمًا من الصين إلى أوروبا عبر الممر المائي الرئيسي في باب المنتدب أرتفع إلى حوالي 4000 دولار, في الوقت الحالي، و ذلك وفقًا لـ مؤشر Drewry World Container Index، الذي يتتبع أسعار شحن الحاويات على ثمانية طرق رئيسية من وإلى الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا.

وأظهرت بيانات من شركة دروري ومقرها لندن أن هذا يمثل قفزة بنسبة 248 في المائة من 1148 دولارًا في 21 نوفمبر، وهو الأسبوع الذي بدأت فيه الهجمات، وزيادة بنسبة 140 في المائة من 1667 دولارًا في 23 ديسمبر.

أقرأ أكثر:

شركات ملاحية غيرت طرق الملاحة بسبب أزمة باب المندب

وذكر التقرير أن بعض أكبر شركات الشحن البحري في العالم اضطرت إلى تعليق مسارات سفنها وخطوطها الملاحية المتجهة للبحر الأحمر وإعادة توجيه سفنها نحو طرق ملاحية أخرى.

وتشمل هذه الشركات شركات MSC وMaersk وCMA CGM وHapag-Lloyd ومقرها أوروبا، وCosco Shipping وHMM وEvergreen Line ومقرها آسيا، بالإضافة إلى مشغلي ناقلات النفط والغاز.

أما الطريق البديل للتجارة بين الشرق والغرب فيتضمن المرور حول رأس الرجاء الصالح عند الطرف الجنوبي لأفريقيا، مما يزيد من وقت السفر بين أوروبا وآسيا كما أنه يزيد الكلفة أيضا.

وقال راهول شاران، كبير مديري الأبحاث المجمعة في Drewry، لموقع The National:

“لا يؤدي هذا التحول الاستراتيجي إلى زيادة أوقات الإبحار بمقدار 10 إلى 14 يومًا فحسب، بل يضيف أيضًا تكاليف وقود إضافية”.

وجراء ذلك ,قامت بعض الشركات بفرض رسوم إضافية لتغطية النفقات الإضافية للسفر والملاحة.

أسباب أخرى أدت الى ارتفاع تكاليف الشحن العالمي

إن ارتفاع تكاليف الشحن العالمي لا يرجع فقط إلى المشكلات المذكورة في البحر الأحمر. وقد أشار شاران إنه في الصين، بسبب المخاوف من عدم كفاية قدرة الشحن لنقل المنتجات قبل عطلة رأس السنة الصينية، أدى ذلك إلى ارتفاع الأسعار أيضا.

بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت أيضًا التكاليف الإضافية المرتفعة مثل الرسوم الإضافية والتأمين، لذلك “من الناحية اللوجستية، يصبح هذا موقفًا صعبًا”، حسبما قال كريستيان رويلوفس، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة Container xChange ومقرها هامبورغ.

وأردف قائلا:

“لقد تضاعفت تكلفة التأمين ضد مخاطر الحرب في الأسبوع الماضي ونتوقع أن يرتفع هذا الرقم أكثر.”
“يمكن أن تضع المعدلات الأعلى ما يصل إلى 760 ألف دولار على تكلفة كل رحلة لناقلة نفط عملاقة جديدة تبلغ قيمتها 130 مليون دولار [ناقلة نفط خام كبيرة جدًا] وتدفع علامة المليون دولار لسفينة صندوقية كبيرة جدًا.”

وقال ريكو لومان، كبير الاقتصاديين في مجال النقل والخدمات اللوجستية والسيارات في شركة ING Research ومقرها أمستردام، إن أسعار الحاويات في التجارة الآسيوية الأوروبية هي الأكثر تأثراً بسبب ارتفاع تكاليف الشحن العالمي.

“تستغرق الإبحار بشكل خاص إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط وقتًا أطول بكثير. وارتفعت أسعار نقل الحاويات من ميناء إلى ميناء في التجارة بين آسيا وأوروبا بنسبة 130 في المائة مقارنة بأوائل نوفمبر/تشرين الثاني.

والجدير ذكره أن هجمات الحوثيين على السفن ستتوقف عندما تنهي اسرائيل حربها على غزة بحسب ما ورد عن المسؤولين اليمنيين.

عملية حارس الرخاء

أدت اعتداءات الحوثيين على السفن إلى زيادة المخاطر التي تواجهها شركات الشحن بشكل كبير مع تصاعد المخاوف بشأن أمن ورفاهية البحارة وارتفاع تكاليف الشحن العالمي. وقال مسؤول أمريكي كبير الأسبوع الماضي إنه تم تنفيذ 25 هجومًا للحوثيين منذ 18 نوفمبر/تشرين الثاني على السفن التجارية التي تعبر جنوب البحر الأحمر و خليج عدن.

وبناء على هذا الوضع المتفاقم المهدد لاقتصاد العالم ,شكلت الولايات المتحدة الشهر الماضي أيضًا عملية “حارس الرخاء”، وهي مهمة دولية جديدة تركز على التصدي للهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر. ومحاولة تأمين الممر المائي المهم للملاحة البحرية.

وفي هذا السياق , قال بات ثاكر، مدير التحرير لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في وحدة الاستخبارات الاقتصادية في مجلة إيكونوميست:

“إذا ترك الوضع الأمني المتدهور دون رادع، فسيكون له آثار كبيرة على سلاسل التوريد العالمية، بما في ذلك تأخير الشحنات، وزيادة أوقات العبور، وارتفاع تكاليف الطاقة والتجارة غير المتعلقة بالطاقة بين أوروبا والشرق الأوسط وآسيا”.

وقال علي عبودة، المدير المالي لشركة المدرجة في سوق دبي المالي، إن إغلاق طريق البحر الأحمر أو أي اضطرابات سيكون له تداعيات كبيرة، خاصة بالنسبة لشركات الشحن الدولية.

“يعد باب المندب طريقا رئيسيا للتجارة البحرية، وخاصة لشحنات النفط من الشرق الأوسط إلى أوروبا والولايات المتحدة”. وقال السيد عبودة.
“قد يؤدي الإغلاق إلى تأخيرات وزيادة تكاليف الشحن ونقص محتمل في البضائع”.
“إن عبور البحر الأحمر أمر نادر الحدوث، ولكن عندما تعبر السفن المنطقة، ستتخذ الشركة جميع التدابير اللازمة وتقييم الوضع مسبقًا.”

وأضاف أنه مع قيام شركات الشحن بإعادة توجيه سفنها حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، فقد يؤدي ذلك إلى “ازدحام في الطرق البديلة مما سيؤثر على سلسلة التوريد ويؤثر على الصناعات التي تعتمد على أنظمة التسليم في الوقت المناسب”.

ومن شأنه أن يؤدي أيضًا إلى زيادة المخاطر الأمنية في المنطقة، وقد يزيد مقدمو خدمات التأمين أقساط التأمين لمراعاة الاحتمالية المرتفعة للحوادث بسبب التوترات الجيوسياسية.

وقال عبودة إن الطرق البديلة قد ترتبط أيضًا بمخاطر أعلى، وبالتالي أقساط أعلى.

تمتلك شركة الخليج للملاحة وتدير سفناً كيميائية متوسطة المدى ومجموعة مختلطة من السفن البحرية. يتم تداول الأسطول بشكل رئيسي في الشرق الأقصى وبشكل متزايد في أمريكا الشمالية. وسيتأثر كثيرا في حال ارتفاع تكاليف الشحن العالمي.

أهمية قناة باب المندب

يحمل البحر الأحمر قسما كبيرا من التجارة العالمية، ويعد أحد الشرايين التجارية الرئيسية في العالم، ويحمل ما يقدر بنحو 9 ملايين برميل يوميا من شحنات النفط، وهو ما يمثل حوالي 10 في المائة من الطلب العالمي، في حين يغطي الطريق ما يقرب من ثلث حركة الحاويات العالمية ونحو 12 في المائة. لتجارة السلع العالمية. وبالتالي فإن إغلاق المضيق سيؤدي الى ارتفاع تكاليف الشحن العالمي بشكل كبير.

على صعيد الطاقة، أدت الهجمات المستمرة التي يشنها الحوثيون إلى تصاعد المخاوف بشأن انقطاع الإمدادات في سوق النفط.

ويعد باب المندب، الواقع على الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، طريقًا لناقلات النفط وسفن الشحن المبحرة بين الخليج العربي وآسيا، وكذلك إلى أوروبا عبر قناة السويس.

ويمر عبر المضيق نحو 12 في المائة من تجارة النفط العالمية المنقولة بحرا و8 في المائة من الغاز الطبيعي المسال.

ومرت نحو 1500 سفينة عبر البحر الأحمر شهريا في العام الماضي.

ارتفاع تكاليف الشحن العالمي قد تؤدي الى ارتفاع سعر النفط الخام

وفي حين أن سعر خام برنت، وهو معيار ثلثي النفط العالمي، يتقلب منذ بدء الهجمات بسبب مخاوف من انقطاع الإمدادات، إلا أنه لا يزال أقل من 80 دولارًا بسبب مخاوف الطلب.

ويتوقع المحللون في فيتش أن يحوم سعر برنت حول 85 دولارًا للبرميل في عام 2024.

ومع ذلك، قالوا:

“إذا قام المزيد من شركات الشحن بتحويل السفن حول البحر الأحمر بما يتجاوز توقعاتنا، مما يزيد من التكاليف ومدة السفر للوقود والنفط الخام، فإن التأثيرات على الأسعار قد تكون أكبر من المتوقع وتستدعي زيادة في توقعاتنا لعام 2024”.

وفي ختام التعاملات يوم الاثنين، انخفض برنت 3.3 في المائة ليستقر عند 76.12 دولارا للبرميل، في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط، الذي يتتبع الخام الأمريكي، 4.1 في المائة إلى 70.77 دولارا للبرميل.

“على المستوى الإقليمي، فإن حملة الحوثيين المطولة ضد الشحن في البحر الأحمر من شأنها أن تهدد بشدة استدامة صادرات النفط والغاز من المنتجين الإقليميين الرئيسيين، مثل العراق وليبيا والجزائر، الذين لديهم لجوء محدود إلى زيادة صادرات خطوط الأنابيب مقارنة مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، مما يحد من مكاسب الإيرادات على المدى القصير خلال فترة ارتفاع أسعار النفط والغاز. قالت السيدة ثاكر.

وفي الوقت نفسه، قالت إن مصر، التي تلقت حوالي 9.4 مليار دولار من رسوم قناة السويس من شركات الشحن في السنة المالية 2022-2023 التي تبدأ في يوليو، “حريصة على حماية هذا المصدر المهم للدخل”.

اغلاق المضيق قد يؤدي لأزمات أكثر من ارتفاع تكاليف الشحن العالمي

قال لومان, إنه من غير المرجح أن يواجه الاقتصاد العالمي أي تأثير كبير في الوقت الحالي بسبب أزمة البحر الأحمر، لكنها “تؤثر مرة أخرى على الظروف التجارية، لذا فهي بمثابة تذكير لشركات الشحن لبناء المرونة والعمل على خطط الطوارئ”.

كما تتأثر الصناعات الأخرى. على سبيل المثال، يمكن لصناعة السيارات في أوروبا أن تشهد تجارب “بعيدة المدى” وقال محللون في فيتش إن الآثار المترتبة على ذلك إذا استمرت الاضطرابات.

ومن المتوقع أن يتراجع إجمالي مبيعات السيارات في القارة في عام 2024، مع نمو متوقع بنسبة 3.5 في المائة هذا العام مقارنة بـ 17.6 في المائة في عام 2023، حيث يواجه المصنعون تأخيرات في تسليم السيارات الجديدة، والتي كانت تتراكم. منذ عام 2020.

“نتوقع أن تؤدي اضطرابات الشحن حول البحر الأحمر إلى زيادة الرياح المعاكسة التي تواجه مبيعات السيارات في منطقة أوروبا خلال عام 2024، وخاصةً التأثير على المعروض من السيارات الكهربائية ذات الأسعار المعقولة من البر الرئيسي للصين والمركبات من منطقة آسيا بشكل عام،” وقال محللون في فيتش.

وقال عبودة إن تكلفة الشحن سترتفع إذا لم يتم احتواء الوضع، كما أن عواقب إغلاق طريق الشحن الرئيسي “سيكون لها تأثير كبير على الاقتصاد العالمي سيكون من الصعب للغاية التعامل معه”.

وقال سكوت ليفرمور، كبير الاقتصاديين في جامعة أكسفورد إيكونوميكس، إن هذا بشكل عام قد يتصاعد إلى مخاوف بشأن التضخم العالمي.

“إذا ظل البحر الأحمر مغلقًا أمام الشحن لعدة أشهر وبقيت تكاليف الشحن البحري حوالي ضعف مستوى منتصف ديسمبر، فقد يضيف هذا 0.7 نقطة مئوية إلى التضخم العالمي لمؤشر أسعار المستهلكين (مؤشر أسعار المستهلك) بحلول عام 2019”. نهاية عام 2024».

ومع ذلك، يتوقع ليفرمور أن تكون الأزمة الحالية “قصيرة الأمد”. ويقول “إن الارتفاع الأخير في أسعار الشحن البحري سوف ينعكس”.

انخفض التضخم في الأشهر القليلة الماضية بسبب تخفيف اختناقات العرض ومع تأثير تشديد السياسة النقدية من قبل البنوك المركزية.

ومع ذلك، قال سايمون ويليامز، كبير الاقتصاديين في بنك HSBC لشؤون الاقتصاد، إن التعطيل المطول لطرق التجارة على البحر الأحمر والخسائر الأوسع سيعني “تأخير العرض وارتفاع التكاليف في وقت قضى فيه التضخم بالفعل ما يقرب من ثلاث سنوات فوق أهداف البنك المركزي”. أوروبا الوسطى والشرقية والشرق الأوسط وأفريقيا.