السورية للخدمات الجمركية والاقتصادية

محـمد ركـاد حـميـدي

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Email
هل يفقد النقد رونقه في عام 2024؟

هل يفقد النقد رونقه؟

كان الشيء الصحيح الذي يجب على المستثمرين فعله في 2023 هو تجاهل معانقي توقعات الإجماع المقلقين والقفز بأقدامهم إلى محفظة غنية بالأسهم الأكثر جاذبية. فنحن نعيش مرة واحدة فقط.

كانت تلك مجرد افتتاحية استهل بها الكاتب الاقتصادي كيني مارتن مقاله في صحيفة فايننشال تايمز ,والى تفاصيل باقي المقال الشيق.


هل يفقد النقد رونقه في عام 2024؟

كتب المحلل الاقتصادي المرموق كيتي مارتن في موقع الفايننشال تايمز مقال بعنوان جذاب وهو هل يفقد النقد رونقه؟ وقال كيني:

  • إن الإدراك المتأخر شيء رائع، لكن مع هذا، كانت ستحقق استراتيجية مثل هذه مكاسب ملحوظة.

قفز مؤشر ناسداك المركب لأسهم التكنولوجيا بنحو 40 في المائة في العام، بزيادة 20 نقطة مئوية عن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي الأمريكي. كانت الفجوة أوسع بين اتجاه السوق الأوسع في أوروبا، خاصة المملكة المتحدة التي هرولت في موقعها المعتاد في مؤخرة المجموعة.
وبدلا من تلك الاستراتيجية، خشي الجميع تقريبا، من المستثمرين الأفراد إلى المؤسسات الكبرى، من حدوث ركود في الولايات المتحدة وأثيرت حالة خطيرة من الذعر. وكان معظمهم يدسون شريحة كبيرة من الأموال نقدا، ليس المال المادي المحشو تحت مرتبة السرير، بل أوعية المال التي يسهل الوصول إليها مثل الودائع التي تدفع فائدة وصناديق سوق المال والديون الحكومية قصيرة الأجل وما شابهها.

النقد هو الملك دائما في حالات القلق في السوق

النقد هو الملك دائما في فترات القلق في السوق. لكن في العام الماضي على وجه الخصوص، حققت فئة الأصول المضجرة هذه أفضل عائداتها منذ جيل بفضل الارتفاع السريع لأسعار الفائدة القياسية. كان المستثمرون يتقاضون عائدا معقولا -على الأقل إذا تجاهلت التضخم- مقابل كونهم قططا جبانة، قلقين بشأن انهيار اقتصادي لم يتحقق أبدا.
هذا يترك بصمة دائمة على قرارات تخصيص الأصول. كلما يوصي مستشارون بالنظر في استثمارات طويلة الأجل يحتمل أن تكون أعلى ربحا، فإن رد الفعل هو نفسه. “لماذا تريد أن تفعل ذلك؟ لم لا تكتفي بركن النقد حتى تتضح الأمور؟”

هل يفقد النقد رونقه في عام 2024؟
النقد هو الملك دائما في فترات القلق في السوق. لكن في العام الماضي على وجه الخصوص، حققت فئة الأصول المضجرة هذه أفضل عائداتها منذ جيل بفضل الارتفاع السريع لأسعار الفائدة القياسية.

كارين وارد ,النقد له جاذبية عاطفية !

قالت كارين وارد، كبيرة استراتيجيي السوق لأوروبا في جيه بي مورجان لإدارة الأصول في أواخر العام الماضي:

  • “هذا هو السؤال الذي يطرح علينا”
  • إن النقد لديه “جاذبية عاطفية” لا تستطيع فئات الأصول الأخرى التغلب عليها. كما إن المصرفيين ومديري الصناديق كثيرا ما يعترفون سرا بأن ثرواتهم تدخر في هذه الأنواع من الصناديق والودائع في الأيام الممطرة، وليس في الصناديق والمنتجات الممتازة التي يبنونها ويبيعونها من أجل لقمة عيشهم.

لكن المؤسسات الاستثمارية الكبرى تتخلى عن زواج المصلحة هذا. في الشهر الماضي، أظهر مسح مديري الصناديق الذي أجراه بنك أوف أمريكا أن الحيازات النقدية تقلصت لتشكل 4.5 في المائة من المحافظ، انخفاضا من 4.7 في المائة في مسح نوفمبر وأدنى مستوى منذ عامين. إن الاستراتيجيين يقرعون الطبول مؤيدين: خفضوا النقد، وتوسعوا في السندات طويلة الأجل والأسهم، حتى لو كانت جهود العام الماضي السابقة في ذلك المسعى موجعة.

الاحتياطي الفيدرالي وخفض أسعار الفائدة

منذ غير الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لهجته في منتصف ديسمبر وأشار إلى استعداده لخفض أسعار الفائدة – المحرك الرئيس لمكاسب أسعار السندات التي رأيناها بالفعل بحجم هائل – كانت هذه الاستراتيجية جيدة. لكن جوليان دوشيز، رئيس استشارات المحافظ والاستشارات في ناتيكسيس لإدارة الاستثمار يشير إلى أنه “مع خفض أسعار الفائدة النقدية، فإن المستثمرين – الذين يبقون على النقد – سيعرضون أنفسهم لمخاطر إعادة الاستثمار”.

بعبارات بسيطة، فإن كل سبيكة جديدة من الأموال تتجه لتتخذ شكل النقد الآن ستكسب عوائد أقل وأقل، على افتراض أن البنوك المركزية ستبدأ في خفض أسعار الفائدة وعلى النقيض، فإن الديون طويلة الأجل تحبس العوائد. ومع ذلك، يبدو أن بعض المستثمرين الأفراد عالقون في ديدن التشبث بالنقد.

هل يفقد النقد رونقه في عام 2024؟
كل سبيكة جديدة من الأموال تتجه لتتخذ شكل النقد الآن ستكسب عوائد أقل وأقل، على افتراض أن البنوك المركزية ستبدأ في خفض أسعار الفائدة

يقول ماركو جيوردانو، مدير الاستثمار في شركة ويلينجتون مانجمنت:

  • إن هذا يظهر بوضوح في محادثاته مع العملاء بما فيها شركات إدارة الثروات واختيار الصناديق. يقول: “إنهم يفهمون المبرر المنطقي للتخارج من النقد، لكنهم يواجهون صعوبات من أجل إيصال هذه النقطة إلى عملائهم الأساسيين”.

هل يفقد النقد رونقه بنظر مديري الثروات؟

أفاد بعض مديري الثروات أنفسهم أن العملاء ينظرون إلى ما نجح العام الماضي – النقد وأسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية السبعة العظمى – ويترددون في التغيير. وهذا جواب على سؤال هل يفقد النقد رونقه ؟
يتفق معظم مديري الصناديق على أنه من المنطقي الاحتفاظ بشريحة من الأموال في وعاء آمن إما لاستخدامها حين تسنح الفرصة أو لدفع التزام مالي غير سار. جواب أخر عن نفس السؤال ,هل يفقد النقد رونقه؟

لكن باتباع استثمار استراتيجي، إذا كنت متشائما تعتقد أن أسعار الفائدة القياسية ستنخفض بحدة هذا العام، فستجزي منتجات النقد مكافآت أقل تدريجيا وأمام السندات طويلة الأجل مزيد من الارتفاع. لكن إذا كنت متفائلا بشأن النمو الاقتصادي، فيمكن القول إن أفضل طريقة للعب هي من خلال الأسهم الأصغر، مثلا الأسهم في مؤشر راسل 2000.
يقول جو ديفيس، كبير الاقتصاديين العالميين في فانجارد:

  • “أفهم إغراء النقد، لكن إذا كنت ستبقى على النقد، فمتى ستتخارج منه؟”
  • “إن انتظار إشارة واضحة بأنه قد حان التحول إلى الأسهم أو السندات لن تسفر عن نتائج على الأرجح”.

بعد بداية بطيئة، قد يبدأ المستثمرون الأفراد الأثرياء في فهم الرسالة من سؤال هل يفقد النقد رونقه؟ ، يقول كريستيان نولتينج، كبير مسؤولي الاستثمار في دويتشه بنك لإدارة الثروات:

  • إنه عموما لم يعد عملاؤه يطالبون بمزيد من الأشياء في محافظهم الاستثمارية. يقول: “لا نرى أنهم متمسكين بآرائهم إلى هذا الحد، هذا ليس الوقت المناسب للانتظار والترقب، من السهل أن تنفر من المخاطرة لكن عليك أن تجد جيوب النمو هذه”.
هل يفقد النقد رونقه في عام 2024؟
بالتأكيد النقد لن يفقد رونقه وسيبقى هذا الرونق هو الأساس من بين كل الأصول الأخرى المالية والمصرفية.

ربما الأمر هكذا، لكن يبدو أن مستثمرين كثر ما زالوا بحاجة إلى الإقناع، ولن يتطلب الأمر سوى اندلاع طفيف لعدم الاستقرار في الأسهم أو وميض من ارتفاع التضخم حتى يعودوا ليميلوا نحو الدفء المريح للنقد الآمن والممل الذي يمكن الاعتماد عليه.

وعليه فكل ما ورد يفسر جواب سؤال هل يفقد النقد رونقه؟ بالتأكيد النقد لن يفقد رونقه وسيبقى هذا الرونق هو الأساس من بين كل الأصول الأخرى المالية والمصرفية. إن للنقد كما قال أغلب الاقتصاديين بريق خاص قد يعادله في ذلك الذهب بوصفه النقد الاقدم في العالم والأكثر ضمانا ,لكن يبقى النقد حتى لو كان ورقيا ذوق جاذبية تدفع من اقتناه للأمان بمجرد رؤيته وهو فيما يبدو الجواب النهائي لسؤال كيني مارتن حول هل يفقد النقد رونقه؟

أقرأ أيضا:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة